كتب: أحمد عماد
وافق أعضاء مجلس الأمن أخيراً (الاثنين) على دعوة لـ “وقف فوري لإطلاق النار” في غزة لمدة أسبوعين فقط.
وتم التوافق على القرار بأغلبية 14 صوتاً من أعضاء مجلس الأمن، مع إمتناع الولايات المتحدة عن التصويت، وهو القرار الذي أُطلق عليه الرقم 2728 وتم إعداده بالتنسيق بين الدول العشر غير الدائمة العضوية في المجلس، وهي: الجزائر، والإكوادور، وسلوفينيا، وسويسرا، وسيراليون، وغويانا، وكوريا الجنوبية، ومالطا، وموزمبيق، واليابان.
وبعد إعلان النتيجة، اندلعت جملة من التصفيقات في قاعة مجلس الأمن، وهو مشهد نادر الحدوث خلال تصويت المجلس على القرارات.
وفي أعقاب هذا القرار، أعلن نتنياهو إلغاء زيارة وفد إسرائيلي رفيع المستوى إلى واشنطن احتجاجاً على عدم استخدام الولايات المتحدة حقها في الفيتو لمنع مجلس الأمن من المطالبة بـ “وقف فوري لإطلاق النار”.
حيث اتهم إدارة بايدن بالتراجع عن موقفها المبدئي بالسماح بإصدار القرار دون ارتباطه بإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى “حماس”.
وعبرت الولايات المتحدة عن “خيبة أملها” إزاء إلغاء زيارة الوفد الإسرائيلي.
في مستجدات تعتبر “تحوّلًا” في موقف الإدارة الأمريكية تجاه حرب غزة،
وقبيل التصويت على قرار مجلس الأمن، توصّل المفاوضون الأمريكيون والدول العشر لتعديلات متكررة على النص المقترح، حيث أقرت الدول العشر بعض هذه التعديلات قبل التصويت.
في اللحظات الأخيرة مناشد المفاوضون الأمريكيون بإدراج إدانة واضحة لهجوم “حماس” على المستوطنات الإسرائيلية في النص، إلا أن هذا الطلب أثار اعتراضاً فوريًا من الدول العشر بالإضافة إلى روسيا والصين، مما دفع الولايات المتحدة إلى التراجع بدون ضجة.
في بداية الجلسة، قام جميع أعضاء مجلس الأمن بوقف لحظة صمت تكريماً لضحايا الهجوم الإرهابي الذي وقع قرب موسكو من قبل “داعش”.
ثم تحدث المندوب الموزمبيقي الدائم لدى الأمم المتحدة بنيدرو كوميساريو نيابة عن الدول العشر، حثًّا جميع الدول على دعم مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار.
بعد ذلك، اعترض المندوب الروسي فيسيلي نيبينزيا على محاولات التعديلات الأمريكية على نص القرار، معبرًا عن استيائه من “التنازلات” التي طلبها المفاوضون الأمريكيون واستبدال تعبير “الوقف الفوري” بصيغة أضعف.
وأشار إلى أن هذا “غير مقبول”، وطلب من أعضاء المجلس العودة إلى الصياغة الأصلية.
وتم طلب التصويت على اقتراح نيبينزيا، والذي لم يحظ بدعم كاف من أعضاء المجلس، حيث رفضته الولايات المتحدة وامتنعت الدول الأخرى عن التصويت.
القرار 2728 يتألف من ثلاث فقرات تعمل على تحقيق الأهداف الرئيسية التي تم تصويرها بموجبه. تنص الفقرة الأولى على ضرورة “وقف فوري لإطلاق النار” خلال شهر رمضان، مع التأكيد على احترام جميع الأطراف لهذا الوقف والسعي نحو وقف دائم ومستدام لإطلاق النار.
كما تطالب بإطلاق الرهائن فورًا وغير المشروط، مع تأمين وصول المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الطبية والإنسانية الأخرى. وتحث الأطراف على الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي فيما يتعلق بجميع الأشخاص المحتجزين لديها.
أما الفقرة الثانية، فتشدد على ضرورة توسيع تدفق المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في قطاع غزة وتعزيز حمايتهم، مع المطالبة برفع جميع الحواجز التي تعيق تقديم المساعدة الإنسانية بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي والقراران 2712 و2720 السابقين.