كتب: احمد عماد
بواصل فلاديمير بوتين مسيرته الرئاسية بعد فوزه في انتخابات لم يواجه فيها منافسة حقيقية، حيث عززت فترة حكمه في “عرش الكرملين” لست سنوات أخرى.
وتأتي هذه الفترة في ظل تحديات خارجية هائلة تشمل حرب أوكرانيا، والانتخابات الأميركية، وتهديدات الغرب بتوسيع نطاق حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
والجدير بالذكر أنه في “خطاب النصر”، تعهّد بوتين بأن موسكو لن تتراجع عن غزوها لأوكرانيا.
وأكد أن الجيش سيعمل على توسيع خططه للسيطرة على مناطق جديدة، وتعزيز القدرات العسكرية في مواجهة تحركات حلف الناتو قرب الحدود.
خلال الولاية السّابقة، عمل بوتين على تعزيز القوة الروسية في مجال نفوذها التقليدي وتوسيعها.
وقد اتجهت روسيا مؤخراً إلى التركيز على مناطق جديدة مثل أميركا اللاتينية ومنطقة الصحراء الكبرى في إفريقيا، بالإضافة إلى غزو منطقة القطب الشمالي.
فيما يتعلق بأوكرانيا، تواصلت تقدمات القوات الروسية في الجبهة الشرقية، محققة اختراقات على حساب الجيش الأوكراني الذي يعاني من نقص حاد في الإمدادات والدعم العسكري، وسط تعثر وصول المساعدات الأميركية.
وفي وقت سابق، فشل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في إقناع الغرب بضرورة دعم الخطوط الأمامية للجيش الأوكراني بقوات أجنبية، لكن بوتين حذر من عواقب “مأساوية” لأي دولة تقرر القيام بذلك.
بالتالي، فإن فوز بوتين بولاية خامسة يمثل رسالة للشعب الروسي بأنه لا يوجد بديل له، وسيكون التركيز الرئيسي في ولايته المقبلة هو الفوز بالحرب في أوكرانيا.
يشير روسلان بورتنيك، مدير المعهد الأوكراني لتحليل السياسات وإدارتها، إلى احتمالية أن ترسل فرنسا فيلقًا أجنبيًا إلى أوكرانيا، مشيرًا إلى وجود جيش خاص لهذا الغرض يسمى الفيلق الأجنبي، وهو يعمل في الخارج فقط.
وفي حديثها مع “الشرق”، أكدت لوفا رينيل، الباحثة المشاركة في مؤسسة البحوث الاستراتيجية الفرنسية، أن بوتين سيسعى خلال ولايته الجديدة إلى توسيع نطاق الحرب ولن يقتصر على أوكرانيا فقط، بل سيركز على جورجيا ومولدوفا، وأنه قادر على مواجهة الدول الأوروبية.
ويرى أندرياس إرنست، الصحافي والخبير بشؤون البلقان، أن أوروبا باتت ترى في بوتين تهديدًا حقيقيًا لوحدتها، خصوصًا بعد الغزو الشامل لأوكرانيا في عام 2022.
ويضيف أن الاتحاد الأوروبي سيسعى إلى التكتل أكثر وضم دولًا جديدة خصوصًا من البلقان.