كتب: احمد عماد
أفادت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، في حوار أجرته مع شبكة ABC News الأمريكية يوم الأحد، بأنها لم تستبعد تبعات إمكانية شن إسرائيل هجوم بري كبير على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، حيث يقطن أكثر من 1.5 مليون نازح فلسطيني.
وأشارت هاريس إلى أن الولايات المتحدة كانت واضحة في موقفها بخصوص أي تطورات عسكرية في رفح، وأنها ستتابع الأمر بعناية، ولكنها أكدت على أنها لا تستبعد أي سيناريو.
وأكدت هاريس أهمية عدم التدخل في شؤون إسرائيل الداخلية، خاصة فيما يتعلق بالانتخابات، مشيرة إلى أنها لا تعلق على دعوة زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر لإجراء انتخابات جديدة في إسرائيل.
وفيما يتعلق بتصريحات شومر التي وصف فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه “عقبة أمام السلام”، اكتفت هاريس بالقول بأن الولايات المتحدة تحرص على تحقيق الأمن والكرامة للجميع في المنطقة دون التدخل في شؤون داخلية للدول الأخرى.
معارضة واشنطن
تزامنت تصريحات نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، مع توجهات متضاربة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي “نتنياهو” ووزير الخارجية الأميركي “بلينكن”، فيما يتعلق بالتصعيد المحتمل في رفح، مع تحذير الولايات المتحدة من أن ذلك سيُفاقم عزلة إسرائيل.
وقد نظم بلينكن مزيدًا من المحادثات مع المسؤولين الإسرائيليين في واشنطن الأسبوع المقبل، بعد لقاء استمر حوالي 40 دقيقة في تل أبيب، حيث أبلغه نتنياهو عن نيته في تنفيذ هجوم في رفح، الذي وصفه بأنه “آخر معقل لحماس”.
وصرح نتنياهو بعد اللقاء: “لا يمكننا هزيمة حماس إلا بدخولنا إلى رفح والقضاء على كتائبها هناك”، معربًا عن أمله في الحصول على دعم من الولايات المتحدة، ولكنه أكد استعداده للتصرف بمفرده في حال عدم الحصول على الدعم المطلوب.
وبالإضافة إلى التأكيد على الحاجة الملحة لزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع الفلسطيني المحاصر، أعرب بلينكن عن معارضة الولايات المتحدة لهذه العملية البرية خلال مناقشات وصفت بـ”الصريحة”.
وأشار بلينكن إلى أن العملية “تهدد بقتل المزيد من المدنيين، وتعزز عزلة إسرائيل على المستوى الدولي، وتعرض أمنها على المدى الطويل للخطر”.
وتحدث الوزير عن الوضع الإنساني المروع في رفح، الذي يضم قرابة 1.5 مليون شخص، وفقًا للأمم المتحدة، حيث نزح العديد منهم جراء الحرب الأخيرة التي اندلعت بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر الماضي.
وبالرغم من الدعم الأولي لإسرائيل من قبل الولايات المتحدة خلال الحرب، فإن إدارة بايدن الآن تعتقد أن إسرائيل قادرة على تحقيق أهداف محددة بدلاً من شن هجوم بري واسع النطاق في رفح، خاصةً مع الأوضاع الإنسانية الصعبة.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش على وجود توافق دولي واضح على أن أي هجوم بري على مدينة رفح “سيتسبب في كارثة إنسانية”.