كتب: أحمد عماد
زاد الاعتماد المتزايد على خرائط غوغل وتطبيقات تحديد المواقع الجغرافية في الشرق الأوسط من تحديات جديدة لم يعتاد عليها السكان من قبل، حيث يواجهون مشكلة تحديد المواقع بدقة، حيث قد تشير الخرائط إلى مكان تواجد الشخص في مدينة عربية مختلفة أو تعطي إحداثيات جغرافية غير صحيحة.
وتأتي هذه التحديات في سياق التوترات والصراعات المستمرة في المنطقة، حيث يعاني نظام الملاحة العالمي “جي بي أس” من التعطيل نتيجة استخدام بعض الجهات أجهزة التشويش الإلكتروني لتعطيل ترددات الملاحة القادمة من الأقمار الصناعية في الفضاء.
وعادةً ما يعمل نظام “جي بي أس” على تحديد المواقع بدقة في أي ظرف جوي بحسب مكتب تنسيق تحديد مجال التموضع والملاحة والتوقيت التابع للحكومة الأميركية، والذي يعتمد عليه تطبيقات الخرائط المختلفة.
لكن الاستخدام العسكري لأجهزة التشويش قد يؤدي إلى إرسال إشارات زائفة تجعل أجهزة التحديد الجغرافي تظهر معلومات خاطئة أو تعطلها تمامًا، مما يزيد من تعقيدات التنقل والتوجيه في المنطقة.
ومنذ بداية الحرب في غزة في أكتوبر الماضي، شهد نظام الملاحة العالمي “جي بي أس” العديد من التعطيلات بسبب استخدام أجهزة التشويش، الأمر الذي أثر على حركة الطيران والشحن المدني في المنطقة.
وتشمل الجهود الإسرائيلية لإرباك الترددات الإلكترونية جزءًا من الحرب الإلكترونية المتصاعدة المرتبطة بالصراع في غزة، حيث يستخدم تقنيات الانتحال لتشويش ترددات “جي بي أس” وإرسال إشارات زائفة.
وفحص فريق من الخبراء أشارت بوجود جهاز تشويش موجود على متن طائرة تابعة للجيش الإسرائيلي يقوم بتوجيه إشارات زائفة للطائرات المحلية والأجنبية في المنطقة.
وتقول التقارير إن هذه الاستراتيجية قد أدت إلى انخفاض في عدد الطائرات التي تقترب من إسرائيل بشكل ملحوظ، كما يعقد الأمر استخدام أجهزة التحديد الجغرافي بشكل صحيح في المنطقة.
تشير هذه التطورات إلى ضرورة تطوير استراتيجيات التحديد الجغرافي والملاحة للتعامل مع التحديات الجديدة في المنطقة، والتي تتأثر بشكل كبير بالتوترات والصراعات المستمرة في الشرق الأوسط.