كتب: أحمد عماد
جهاز “الأمن والاستخبارات الفنلندي”، المعروف بالاسم المختصر “سوبو” (SUPO)، قد حذر في تقييمه السنوي من أن الأنشطة الاستخبارية الروسية تشكل أكبر تهديد للأمن القومي لفنلندا.
وأشار الجهاز إلى أن روسيا تُعامل عادةً على أنها “دولة غير صديقة وهدف للتجسس ولأنشطة التأثير الخبيث”، وذلك بسبب الحدود المشتركة الطويلة بينهما والتي تبلغ 1340 كيلومترًا.
وأوضحت الوكالة الاستخباراتية في بيانها أن روسيا مستمرة في العمليات الاستخبارية والتجسس على فنلندا، وعلى الرغم من جهود مكافحة التجسس والتأشيرات الصارمة.
إلا أن هذه العمليات ما زالت تشكل تهديدًا. وتشير المعلومات إلى أن الأماكن الأكثر عرضة للتأثير الروسي هي البنية التحتية الحيوية والبيئة السيبرانية.
وأحد الأمثلة التي أوردها البيان هو الأضرار التي لحقت بخط أنابيب للغاز تحت الماء في المياه الفنلندية، والتي نجمت عن مرساة تابعة لسفينة شحن صينية، مما يعكس التهديدات التي تواجه البنية التحتية الحيوية.
وبالإضافة إلى ذلك، يعتقد الجهاز الفنلندي أن روسيا قد تستخدم “الهجرة كسلاح” للضغط على فنلندا، وذلك لإظهار عدم رضاها عن عضوية فنلندا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وللتأثير على السياسات والقرارات الفنلندية التي قد تعتبرها روسيا غير صديقة.
تقدير السلطات الفنلندية للمخاطر والتحديات التي تواجهها في الحدود مع روسيا يعكس التوترات والتحولات الجيوسياسية في المنطقة.
إغلاق نقاط العبور الحدودية وتبني مشروع قانون لتقييد استقبال طلبات الحماية الدولية يعكس استجابة فنلندا لهذه التحديات.
إن تهديد زيادة أعداد طالبي اللجوء واعتباره “هجومًا هجينًا” من قبل فنلندا يُظهر التفاؤل بأن هذه الخطوات قد تساهم في حماية الأمن والاستقرار في البلاد.
وبالتأكيد، تبقى هذه الخطوات موضوع نقاش واسع، خصوصًا فيما يتعلق بتوازن الاستجابة للتحديات الأمنية والالتزام بالمعايير الإنسانية وحقوق اللاجئين.
من الجدير بالذكر أن استمرار تصنيف مستوى التهديد الإرهابي عند الدرجة الثانية يعكس تقييما حذرًا للوضع الأمني، والذي يعكس تفاعل السياسات الأمنية والمجتمعية مع التحديات الدولية والإقليمية التي تؤثر على فنلندا وغيرها من الدول الأوروبية.