كتب: أحمد عماد
يسعى الرئيس الأميركي، جو بايدن، في محاولة لتحقيق صفقة دبلوماسية تاريخية، إلى إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بقبول التزام جديد بإقامة دولة فلسطينية، وذلك مقابل تطبيع علاقات إسرائيل مع المملكة العربية السعودية.
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال”، استنادًا إلى مسؤولين أميركيين وسعوديين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، تقدمت إدارة بايدن بعدة حوافز لإقناع السعودية بالتطبيع مع إسرائيل.
وتشمل هذه الحوافز علاقة دفاعية أكثر رسمية مع الولايات المتحدة، ودعمها للمملكة في الحصول على طاقة نووية مدنية، بالإضافة إلى إعادة تفعيل مسار إقامة دولة فلسطينية.
ووصف مسؤولون أميركيون الجهود الحالية بأنها “في المراحل النهائية من التفاوض عليها”، مما يشير إلى إمكانية تحقيق تطورات جوهرية في العلاقات الإقليمية.
تعتبر هذه الصفقة هدفًا طموحًا لإدارة بايدن وإسرائيل، حيث تمثل العلاقات مع السعودية الجارة العربية الأقوى لإسرائيل، جائزة كبيرة طالما سعت إليها إسرائيل.
ومع اندلاع الحرب في غزة قبل بضعة أشهر، أشار ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى أن التطبيع مع إسرائيل “يقترب كل يوم أكثر فأكثر”، بينما أكد نتانياهو من المنصة الدولية أن إسرائيل على “عتبة” إقامة علاقات مع المملكة الخليجية.
ومع ذلك، فإن تحقيق هذه الصفقة يواجه تحديات عديدة، بما في ذلك عدم اعتراف السعودية بإسرائيل وعدم انضمامها لاتفاقيات إبراهيم الموقعة في عام 2020، مما يجعلها مسألة تستوجب مزيدًا من التفاوض والجهد الدبلوماسي.
“فرصة بايدن لسرقة الأضواء”
بعد أن تركت الحرب الأخيرة أثرها على المسار السابق للتطبيع بين إسرائيل والسعودية، تتجه الأنظار نحو محاولات الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس جو بايدن لتحقيق توصل جديد يعزز العلاقات بين تل أبيب والرياض.
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال”، فإن الولايات المتحدة تسعى لتحقيق انفراج دبلوماسي في ظل الظروف الجديدة التي فرضتها الأحداث الأخيرة، وهو ما يشكل فرصة لبايدن لتوسيع نطاق اتفاقيات التطبيع التي تمت في عهد سلفه دونالد ترامب.
ومع ذلك، يعتبر إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بالمضي في محادثات حول إقامة دولة فلسطينية “تحديًا صعبًا”، نظرًا لمعارضة الأطراف اليمينية في حكومته لهذا السيناريو بعد الهجوم الأخير في جنوب إسرائيل في أكتوبر الماضي.
وفي الجانب المقابل، تعتبر إقامة دولة فلسطينية أولوية للقادة السعوديين، الذين يرون في هذا الأمر جزءًا من “ثمن التطبيع”. وفي هذا السياق، يشير مسؤولون سعوديون إلى استعدادهم لقبول تأكيدات شفهية من إسرائيل بالمشاركة في محادثات جديدة حول الدولة الفلسطينية، مما يعكس الحاجة الماسة لتحقيق تقدم في هذا الصدد.
ومن جانبها، تسعى الولايات المتحدة لتحقيق تسوية شاملة مع السعودية تشمل الترتيبات الأمنية والتعاون النووي، بالإضافة إلى تقديم الدعم لإصلاح السلطة الفلسطينية.
ويهدف هذا الجهد الدبلوماسي أيضًا إلى تقوية الشراكة الأمنية بين الرياض وواشنطن وتعزيز التحالف الإقليمي للتصدي للنفوذ الصيني وعزل إيران.
ومن المتوقع أن تتضمن الاتفاقيات المرتقبة مجالات التعاون الدفاعي والأمني، ولكن لم يتم الكشف بعد عن تفاصيل المساعدة الدفاعية والنووية التي ستقدم للسعودية في هذا السياق.