كتب: أحمد عماد
اتخذت نائبة الرئيس الأميركي “كامالا هاريس”، مواقف محددة وجريئة فيما يتعلق بالأزمة في قطاع غزة وعمليات الجيش الإسرائيلي هناك، وهي الخطوات التي لم تقم بها أي مسؤول آخر في الإدارة الحالية حتى الآن.
في مقابلة تلفزيونية خلال عطلة نهاية الأسبوع، عبرت هاريس عن استعدادها لاتخاذ “عواقب” أميركية على إسرائيل إذا مضت في عملية رفح البرية ضمن حربها ضد حركة “حماس” في غزة.
هذه التصريحات تأتي في إطار سلسلة من التصريحات الحادة التي أدلت بها هاريس بشأن الأوضاع في غزة، وهي تعبر عن قلقها بشكل مستمر بخصوص الأوضاع الإنسانية والعسكرية هناك.
من جانبها، تقوم إدارة بايدن بتحذير إسرائيل من العواقب المحتملة لاستمرار التصعيد في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بعمليات رفح البرية.
ويبدو أن هذا الموقف الحاد والمتفاعل يعكس توجهًا مختلفًا عن النهج السابق للإدارة الأميركية تجاه الأزمة في الشرق الأوسط.
فريق العمل الرئاسي يدعم تقدم هاريس في هذا السياق، وهذا يعكس تطورًا في السياسة الخارجية الأميركية وتصوّر مختلفاً قليلاً عن مواقف بايدن السابقة.
وبالرغم من أن هاريس تتبنى مواقف أكثر جرأة، إلا أن الموقف العام داخل الإدارة يظل متفقًا على التوجه الرئيسي للنهج الحالي في التعامل مع الأزمة الفلسطينية.
أشار “ديفيد ماكوفسكي” الخبير في العلاقات الأميركية الإسرائيلية بمعهد واشنطن، إلى أن تصريحات نائبة الرئيس هاريس تثير تساؤلات حول دورها المحتمل كشرطي صارم في العلاقات مع إسرائيل،
خاصةً في ظل الانتقادات المتزايدة لسياسات تل أبيب في الحرب وتدهور العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
يُلاحظ أن تعليقات هاريس تأتي في سياق علاقتين تخضعان لضغوط متزايدة، الأولى هي العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل والثانية هي العلاقة بين الرئيس بايدن وقاعدة داعميه المستائين من سلوك إسرائيل في الحرب الحالية.
من جهة أخرى، يقدر مراقبون ديمقراطيون أن تحركات هاريس قد تؤثر إيجاباً على الجمهور المحلي الذي يطالب بتغيير في سياسات الإدارة تجاه النزاع في الشرق الأوسط.
في هذا السياق، يوضح مساعد هاريس لـ”بوليتيكو” أن تصريحاتها تعبر عن موقف متفق مع الإدارة الحالية، مع الإشارة إلى قلقها بشأن عملية عسكرية محتملة في رفح، وتأكيدها على ضرورة تأمين قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها.
في السياق نفسه، يعبر ماكوفسكي عن تقديره للتطورات في الإدارة الأميركية وازدياد الانتقادات لإسرائيل، ويشير إلى أن الرسائل الصادرة من الإدارة تظهر انتقادًا أكبر لسياسات إسرائيل في الوقت الحالي.
يجدر بالذكر أن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل شهدت توترًا مع استمرار النزاع في غزة وتأزم الأوضاع الإنسانية هناك، وتعززت هذه التوترات بعد قرار الولايات المتحدة عدم التصويت في مجلس الأمن الدولي بشأن وقف إطلاق النار في غزة.