كتب: أحمد عماد
شهدت روسيا، الأحد، يوم حداد وطني بعد المجزرة التي أوقعت 137 قتيلا في قاعة للحفلات الموسيقية في ضاحية موسكو، والتي تعتبر أكثر حادثة مروعة ومأساوية قد مرات على البلاد.
ومن ذلك يبدو أن الحدث الأليم أثار الكثير من التكهنات والاتهامات، ويتضمن ذلك الاتهامات التي طُرحت بشكل رسمي وغير رسمي ضد أوكرانيا.
من الواضح أن هناك جهات رسمية وغير رسمية في موسكو تحاول توجيه الاتهام نحو أوكرانيا، حتى قبل أن يعلن تنظيم “داعش” مسؤوليته عن الهجوم.
والجدير بالذكر أن التهم الموجهة لا تزال مجرد ادعاءات دون وجود دليل قاطع.
يبدو أن الحادثة قد أدت إلى تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا، حيث تم توجيه اتهامات بالتورط المحتمل لأوكرانيا في الهجوم، رغم أن السلطات الأوكرانية نفت بشدة أي دور لها في الحادثة.
وفي حديث مصور، نشره على “موقع أكس”، استنكر زيلينسكي محاولة بوتين وإدارته في إلقاء اللوم على أوكرانيا، بينما كان الزعيم الروسي “الوضيع” وفق وصف زيلينسكي يعامل شعبه باعتبارهم “مستهلكين” في إشارة إلى التلقين للسردية التي تتهم كييف.
What happened in Moscow yesterday is obvious, and Putin and other scums are trying to shift the blame to someone else. Their methods are always the same. We have seen it all before. There were blown-up houses, mass shootings, and explosions. And they always blame others.
They… pic.twitter.com/N6WhZujMh9
— Volodymyr Zelenskyy / Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) March 23, 2024
من الواضح أيضًا أن هناك محاولات لاستغلال الحادثة لأغراض سياسية، وهو ما يزيد من التوترات في المنطقة.
ويبدو أن المنطقة تحتاج إلى جهود دولية لتهدئة التوترات وتجنب تصعيد المواجهات، وتشجيع الحوار والتفاهم بين الأطراف المعنية لحل النزاعات بطرق سلمية وبناءة.
أهداف الكرملين
وظهر “فان شيراك” مرة أخري لكي يثبن أن هنالك أهداف خفية لموسكو وراء استمرارها في توجيه الاتهامات نحو أوكرانيا رغم تبني تنظيم “داعش” للهجوم.
وقد ذكر أنه من بين هذه الدوافع، محاولة جعل الهجوم ذريعة لتصعيد الصراع مع أوكرانيا، واستغلاله لكسب دعم الرأي العام الروسي، الذي قد يظل متشبثًا بالسردية الروسية فيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا.
والجدير بالذكر أن “المعارضة الروسية” انتقدت بوتين وإتهمته بعدم الوفاء بالوعود الأمنية التي قطعها، واصفةً الأمر بأنه “يظهر عجز الأجهزة الأمنية الروسية في إحباط الهجوم”.
يبدو أن شيراك حاول التلميح إلى أن الصمت حيال عدم ضلوع كييف، على الرغم من تبني تنظيم “داعش” للهجوم، يمكنه أن يكون جزءًا من محاولة موسكو لاستعطاف الرأي العام العالمي وتغيير السرد حول الصراع في أوكرانيا ومواجهته مع روسيا.